يصادف هذا العام الذكرى السنوية الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وموريتانيا. وعلى مدى ستين عامًا كان التعاون بينهما قائما على الإحترام المتبادل، وقدما بذلك نموذجًا للتعاون والمصلحة المتبادلة بين الدول النامية. في عام 2024، تمت ترقية العلاقات بينهما إلى علاقة شراكة استراتيجية، ما فتح فصلًا جديدًا في تاريخ العلاقات الثنائية التي تربط بينهما. وفي الآونة الأخيرة قام الصحفيون بزيارات ميدانية للعديد من "مشاريع الصداقة" التي نفذتها الصين وموريتانيا بشكل مشترك، والتي استفاد منها السكان المحليون بشكل مباشر، والتي ساهمت في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لتصبح بذلك شاهدة على الصداقة بين الصين وموريتانيا.
ميناء الصداقة: " بوابة موريتانيا المفتوحة نحو العالم"
في سبعينيات القرن الماضي، كانت موريتانيا التي لم يمض وقت طويل على استقلالها، تتطلع لامتلاك ميناء عميق في العاصمة نواكشوط، لكنها واجهت صعوبات كبيرة في طلب المساعدة من جهات متعددة. في عام 1971، قررت الحكومة الصينية تقديم المساعدة لبناء هذا الميناء الهام. بعد أعمال التحضير المكثفة، بدأ بناء ميناء الصداقة رسميًا في عام 1979، واكتمل في عام 1986، ليصبح مسؤولًا عن أكثر من 90٪ من واردات وصادرات موريتانيا. هذا المشروع وصفه الشعب الموريتاني بأنه "رمز للاستقلال الاقتصادي الوطني". في عام 2014، تولت شركة الصين للجسور والطرقات المحدودة مسؤولية مشروع توسيع وإعادة بناء هذا الميناء، حيث تم إنشاء الرصيفين 4 و5، مما رفع قدرته على التداول من 900 ألف طن سنويًا إلى 6 ملايين طن سنويًا، ليصبح أكثر توافقًا مع اتجاهات واحتياجات النقل البحري الدولي، ويستوعب سفنًا أكبر حجمًا، مع تحسن كبير في كفاءة التحميل والتفريغ.
جسر الصداقة: " نموذج حي لتعزيز الصداقة بين موريتانيا والصين والسعي نحو التنمية المشتركة"
في وسط مدينة نواكشوط، جسر الصداقة الصيني-الموريتاني الذي نفذته شركة الصين للجسور والطرقات هو الأكثر حداثة في موريتانيا. تم تصميم هذا الجسر ليشمل أربعة مسارات في اتجاهين، وتم بناؤه وفقًا لمعايير الجسور والطرقات الصينية من الفئة الأولى، وتم الانتهاء منه في 15 مايو من هذا العام. لقد ساهم إنشاء هذا الجسر بشكل كبير في تحسين حالة المرور المحلية وتسهيل تنقل المواطنين.
سلسلة "مشاريع الصداقة": "مشاريع من أجل مساعدة موريتانيا على مواجهة تحديات التنمية الاقتصادية"
في موريتانيا، هناك أيضًا العديد من مشاريع البنية التحتية التي تحمل اسم "الصداقة" أو يُنظر إليها من قبل السكان المحليين كرمز للصداقة: بدأ تشغيل مستشفى الصداقة الموريتاني في عام 2010، مما حسن بشكل ملحوظ حالة نقص الموارد الطبية المحلية. أما مشروع الطريق في الجنوب فقد حول المنطقة من "مثلث الفقر" إلى "مثلث الأمل". وفيما يتعلق بالمركز الموريتاني التجريبي لتكنولوجيا تربية الحيوانات فقد أحدث معجزة خضراء في الصحراء. أما قاعدة الصيد البحري الحديثة في نواذيبو فقد دفعت تطوير صناعة الصيد في موريتانيا للأمام.
قال إسلم ولد عبد القادر رئيس اللجنة الوطنية الموريتانية لدعم الحكومة من أجل الاستخدام الأمثل للأراضي الزراعية :" المشاريع الصينية ساعدت موريتانيا بفعالية في مواجهة التحديات التي تواجه التنمية الاقتصادية، لذلك يعتبر الشعب الموريتاني بأن الصين صديقة رائعة وشريكة جيدة". أما المستشار الثقافي للرئيس الموريتاني فقد قال: "لقد درست وعملت في الصين لسنوات عديدة، وأنا أشعر بعمق الصداقة التقليدية التي تجمع بين شعبي البلدين. التعاون الثنائي ظل قائما منذ 60 عاما وهذا كنز ثمين. " بينما قال المدير العام للبنك المركزي الموريتاني: "إن جميع القطاعات في موريتانيا تحرص على الصداقة المتزايدة مع الصين طيلة هذه العقود. ونحن نتطلع إلى توسيع التعاون بين بلدينا، لجعل زهرة الصداقة الموريتانية-الصينية أكثر إشراقًا وتنوعًا."
أعرب السفير الصيني لدى موريتانيا، تانغ تشونغ دونغ، عن أن الصين تعمل حالياً على دفع التحديث الصيني بشكل شامل من خلال التنمية عالية الجودة. وترغب الصين في استخدام الإنجازات الجديدة للتحديث الصيني لتوفير فرص جديدة لتنمية موريتانيا، بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، والمساهمة بشكل فعال في بناء مجتمع ذي مصير مشترك شامل ودائم بين الصين وإفريقيا في العصر الجديد.
参考内容:
今年是中国同毛里塔尼亚建交60周年。60年来,中毛两国始终相互尊重、平等相待,树立了发展中国家守望相助、互利共赢的典范。2024年,中毛关系提升为战略伙伴关系,开启了两国关系新篇章。近日,记者实地探访中毛两国携手打造的多个“友谊工程”,这些项目实实在在造福当地民众,促进经济社会发展,成为中毛友好的见证。
友谊港——
“这里是毛里塔尼亚通向世界的大门”
中毛友谊港入口,一块用中、阿、法三种文字镌刻的“友谊港”石碑镶嵌在白墙内,阳光下分外醒目。码头上,来自世界各地的散装货轮和集装箱船停靠在不同泊位,有序装卸。
上世纪70年代,独立不久的毛里塔尼亚渴望在首都努瓦克肖特拥有一座深水港,但在向多方求助时屡屡碰壁。1971年,中国政府决定援建这座意义非凡的港口。经过前期大量准备工作,友谊港于1979年正式兴建,1986年落成,承担了毛里塔尼亚全国90%以上的货物进出口。这一工程被毛里塔尼亚人民称为“国家经济独立的象征”。
随着经济社会不断发展,友谊港改扩建变得日益紧迫。中国路桥工程有限责任公司(以下简称“中国路桥”)于2014年新建4、5号泊位,使港口吞吐能力从原先的每年90万吨提高到每年600万吨。新泊位投入使用后,更加适应国际航运发展趋势和需求,可停靠更大吨位的船舶,装卸效率大幅提高。
友谊港港务局局长技术顾问费萨尔表示,努瓦克肖特没有天然港湾,港口建设的地理条件恶劣。面对大西洋的长周期涌浪和沿岸输沙共同作用导致的不利影响,中国建设者通过在北边修建拦沙堤、在南侧修建丁坝巧妙引导海流,将不利影响降至最低。“这充分体现了中方建设者的智慧和远见”,费萨尔说。
跟随费萨尔的指引,记者看到,友谊港一期工程北侧,经年累月的海沙在拦沙堤守护下堆积,已经形成几平方公里的一块陆地,这部分新增土地被用作堆场。二期工程南侧,4、5号泊位之外,中国工程师修建的丁坝,保护了其与4、5号泊位之间的1.2公里海岸线不被波浪淘刷,为未来港口向南发展创造了有利条件。
友谊港目前由毛里塔尼亚方面自主运营,创造了超过3000个就业岗位。码头装卸工塔拉卡·巴米说:“我很自豪能在友谊港工作。从生活日用品到工业原材料,各类货物源源不断地从这里运往全国各地和周边国家。这里是毛里塔尼亚通向世界的大门。”
友谊港港务局局长马哈姆表示,友谊港是中国援助毛里塔尼亚建设的标志性工程,在助力毛方实现经济独立、促进贸易发展、保障民生等方面发挥不可替代作用,“感谢中方长期以来的无私援助”。
友谊立交桥——
“诠释了毛中共谋发展的深厚情谊”
在努瓦克肖特市中心,中毛友谊立交桥横跨在交通要道上。由中国路桥承建的这座毛里塔尼亚最现代化的立交桥,是中国援建的又一标志性项目。
友谊立交桥位于努瓦克肖特市两条主要国道的交会点。原有的环岛区域里,车辆、行人混杂,交通事故频发,堵起车来如同一个“大停车场”。友谊立交桥采用双向四车道设计,按照中国公路桥梁一级标准建设,于今年5月15日竣工。友谊立交桥的建成极大改善了当地交通状况,便利了民众出行。
因为工作关系,会计师阿布戴每天要多次途经友谊立交桥所在区域。“以前无论开车还是坐公交,每次都要堵二三十分钟。友谊立交桥建成后几乎不再堵车,道路更加宽敞整洁。”阿布戴表示,友谊立交桥配套的数字化红绿灯和限高架等设施,带动当地民众养成更好的交通习惯,增强了安全意识。
中国路桥毛里塔尼亚办事处的卡车司机苏卡里说:“以前必须早起,早上7点之前如果不通过这里就会堵车,导致上班迟到。有了友谊立交桥,通勤时间宽裕了很多。”
苏卡里在中企已经工作15年,体会最深的是中方为毛方工人提供“师带徒”帮助:“中国师傅在工作上手把手教我技能,在生活上给我无私帮助,让我深深感受到毛中人民的友好情谊。”
中国路桥毛里塔尼亚办事处负责人毛元春表示:“中企通过援建参建项目助力毛里塔尼亚经济社会发展,为中毛友好合作不断作出新贡献。”
毛里塔尼亚装备与运输部长艾勒费勒凯说:“感谢中国政府和人民为我们的基础设施建设提供高水平、高质量的支持。友谊立交桥是两国建交60周年的珍贵赠礼,生动诠释了毛中共谋发展的深厚情谊。”
“友谊”系列工程——
“帮助毛方应对经济发展面临的挑战”
努瓦克肖特南部阿拉法特区,一座通体白色的现代化医院格外醒目,这里是毛里塔尼亚友谊医院。该医院于2010年投用,显著改善了当地医疗资源匮乏状况。今年3月,中国驻毛里塔尼亚大使馆与毛里塔尼亚卫生部签署友谊医院改扩建工程备忘录,计划为友谊医院增添急诊、妇产、内分泌—糖尿病科等功能科室,并为医院提供相关医疗设备援助。
在毛里塔尼亚,还有众多以“友谊”命名或被当地民众视为友谊象征的基础设施项目:
南部公路项目将“贫困三角洲”变为“希望三角洲”;援毛里塔尼亚畜牧业技术示范中心在荒漠中创造了绿色奇迹;努瓦迪布现代化的远洋渔业基地推动了毛里塔尼亚渔业产业升级发展……
毛里塔尼亚国家农业用地委员会主席阿卜杜勒·卡达表示:“中国援建项目有效帮助毛方应对经济发展面临的挑战,毛里塔尼亚人民视中国为真朋友、好伙伴。”毛里塔尼亚总统文化顾问斯蒂·阿纳尔说:“我在中国学习、工作过多年,深深感受到毛中两国人民的传统友谊。两国互帮互助走过60年,这是一份宝贵的财富。”毛里塔尼亚中央银行总经理亚亚·哈马说:“毛里塔尼亚各界珍视60年来不断加深的毛中友谊。期盼两国展开更广泛的合作,让毛中友好之花更加绚烂多彩。”
中国驻毛里塔尼亚大使唐中东表示,当前,中国正以高质量发展全面推进中国式现代化。中方愿以中国式现代化新成就为毛里塔尼亚发展提供新机遇,造福两国和两国人民,为共筑新时代全天候中非命运共同体作出积极贡献。
来源:人民网-人民日报
编辑:马学军